کد مطلب:240893 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:198

الامام البدر المنیر
فی الروایة المطولة فی فضل الإمام وصفاته عن الرضا علیه السلام:

«الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم و هی فی الأفق بحیث لاتنالها الأیدی و الأبصار، الإمام البدر المنیر، و السراج الزاهر، و النور الساطع...» [1] .

و زعنا هذه الروایة علی عدد من الأمثال المذكورة فیها، منها: «الإمام كالشمس الطالعة» [2] قال الشیخ الطریحی: سمی البدرأعنی القمر؛ لأنه یبدر الشمس: أی یسبقها بطلوعه. و قیل: سمی بدرا لتمامه و امتلائه، و كل شی ء تم فهو بدر، و لیلة البدر: لیلة أربعة عشر [3] .

البدر أحد تشكیلات القمر الحاصلة من قربه من الشمس أو بعده و قد نقل الشیخ المجلسی فی كتاب السماء و العالم علل ذلك عن بعضهم قال:

ذهبوا إلی أن جرم القمر مظلم كثیف صقیل یقبل من الشمس الضوء لكثافته، و ینعكس عنه لصقالته، فیكون أبدا المضی ء من جرمه الكروی أكثر من النصف بقلیل، لكون جرمه أصغر من جرم الشمس، و قد ثبت فی الأصول أنه إذا قبل الضوء كرة صغری من كرة أعظم منها كان المضی ء من الصغری أعظم من نصفها، و تفصل بین المضی ء و المظلم دائرة قریبة من العظیمة تسمی دائرة النور، و تفصل بین ما یصل إلیه نور البصر من جرم القمر و بین ما لایصل دائرة تسمی دائرة الرؤیة، و هی أیضا قریبة من العظیمة؛ لما ثبت فی»24«من مناظر اقلیدس أن مایری من الكرة یكون أصغر من نصفها، و هاتان الدائرتان یمكن أن تتطابقا، و قد تتفارقان إما متوازیتین، أو متقاطعتین، أولا ذاولاذاك، و قد تؤخذان عظیمتین؛ إذ لاتفاوت فی



[ صفحه 80]



الحس بین كل منهما و بین العظیمة و یجعل ما یقارب التطابق تطابقا، فإذا اجتمعت الشمس و القمر صار وجهه المضی ء إلیها و المظلم إلینا الدائرتان و هو المحاق فإذا بعد عنها یسیرا تقاطعت الدائرتان علی حواد و منفرجات، فإذا بعد منها قریبا من اثنتی عشرة درجة یری من وجهه المضی ء ما وقع منه بین الدائرتین فی جهة الحادتین اللتین إلی صوب الشمس و هو الهلال، و لاتزال هذه القطعة تتزاید بتزائد البعد عن الشمس و الحواد تتعاظم و المنفرجات تتصاغر حتی یصیر التقاطع بین الدائرتین علی قوائم، و یحصل التربیع فیری من الوجه المضی ء نصفه، و لایزال یتزاید المرئی من المضی ء، و یتعاظم انفراج الزاویتین إلی وقت الاستقبال، فتتطابق الدائرتان مرة ثانیة و یصیر الوجه المضی ء إلینا و إلی الشمس معا و هو البدر.

ثم یقع التقارب فیعود تقاطع الدائرتین علی المختلفات أولا ثم علی قوائم ثانیا و حصل التربیع الثانی، ثم یؤول الحال إلی التطابق فیعود المحاق، و هكذا إلی ماشاء الله [4] .

من ذلك كله جاء التشكل إلی الهلال، و البدر، و التربیع، و المحاق و الكل قمر باسمه الشامل، و إنما نقلنا الكلام لبیان موقع البدر و قد علم أن القمر بماله من أشكال، مستنیر بنور الشمس فهی الأصل لها.

و كذلك بدر الإمامة و قمرها مستنیر، من نور شمس النبوة كما جاء تمثلها بالشمس و تمثل الإمامة بالقمر فی الحدیث النبوی عن جابر بن عبدالله الأنصاری قال:

«صلی بنا رسول الله صلی الله علیه و اله یوما صلاة الفجر ثم انفتل و أقبل علینا یحدثنا فقال: أیها الناس من فقد الشمس فلیتمسك بالقمر، و من فقد القمر فلیتمسك بالفرقدین قال فقمت أنا و أبوأیوب الأنصاری و معنا أنس بن مالك فقلنا یا رسول الله من الشمس؟ فقال: أنا فإذا هو صلی الله علیه و آله ضرب لنا مثلا فقال: إن الله خلقنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم فأنا الشمس فإذا ذهب بی فتمسكوا بالقمر، قلنا فمن القمر؟ قال: وصیی و وزیری و قاضی دینی و أبوولدی و خلیفتی فی أهلی علی بن أبی طالب، قلنا فمن الفرقدان؟ قال: الحسن و الحسین ثم مكث ملیا و قال:



[ صفحه 81]



فاطمة هی الزهرة و أهل بیتی هم مع القرآن و القرآن معهم لایفترقان حتی یردا علی الحوض» [5] .

و منه یتجلی التمثیل بالبدر و یزیدك وضوحا الصادقی فی تفسیر «و الشمس و ضحها، و القمر إذا تلها». [6] قال: «الشمس رسول الله، و القمر أمیرالمؤمنین» [7] و قد ذكرنا عند المثل: «الإمام كالشمس الطالعة» ماله علقة بالبحث الجاری فراجع [8] الوجوه التی یمكن أن تكون سبب التمثیل بذلك.



[ صفحه 82]




[1] حرف الهمزة مع الراء، و أصول الكافي 200:1.

[2] حرف الهمزة مع الميم.

[3] مجمع البحرين في (بدر).

[4] البحار 151 - 150/58.

[5] أمالي ابن الشيخ الطوسي 131 - 130/2، الأمثال النبوية 281:2، رقم المثل: 576، حرف الميم مع النون.

[6] الشمس: 2 - 1.

[7] تفسير البرهان 467:4.

[8] حرف الهمزة الميم.